محمد المصطفى ولد ديه الأعمامي اليعقوبي

الفقيه محمد المصطفى ولد ديه الأعمامي اليعقوبي

محمد المصطفى ولد سيدي محمد ولد ديه اليعقوبي، ولد عام 1317 تلقى دراسته الأولية على والده ديه حتى أخذ عنه القرآن الكريم ثم رحل بعد متوفاه إلى لمرابط محمد أحيد ولد سيدي عبد الرحمن المسومي، الذي عاجله الأجل قبل أن يتلقى منه العلم، وقد توفي وهو خلفه في الصف وكان ذلك في صلاة المغرب أثناء قراءة الفاتحة، فرحل إلى حمود بن صالح العلوي فأخذ عنه الإجازة في قراءة الإمام نافع إضافة إلى القراءات السبع، ثم انتقل من عنده إلى محمد محمود المعروف بالعالم وكان يومئذ بمنطقة اركيبه فرحل معه إلى تكانت ودرس عليه جل مختصر خليل إلى أن توفي العالم المذكور، فشد الرحال إلى محظرة أهل المختار من آل أبي مالك الغلاويين، حيث أكمل فيها بقية المختصر، ثم ذهب إلى الطالب ولد عبد الله المسومي ليدرس عليه بعض اللغة العربية.
وكان طويل الصمت عظيم الصبر شديد التواضع معبرا للرؤيا معمور الأوقات بالطاعات من تدريس وتلاوة وصلاة وذكر وقد عدت له في رمضان ذات مرة سبع وعشرون ختمة غير ختمة التراويح مع ما هو فيه من الأشغال وكان رحمه الله ذا خبرة عالية بالفتوى والقضاء وكان علماء منطقته يشهدون له بذلك.
عرف رحمه الله بولعه بالمطالعة فكان يطالع في ليله ونهاره وسفره وإقامته وربما حمل مراجعه على رأسه، وهو مع ذلك جيد الفهم حريص على العلم، فجاءته العلوم برمتها وألقت في يديه بأزمتها، فأسس محظرة كبيرة تداعى إليها الناس من كل صوب وحدب، من آفطوط إلى أفل واركيبه والحوضين وتكانت.
وقد ذكر أحد تلامذته أنه كان إذا أقرأ خليلا تعرض للخلاف الأكبر ولمنازع الأحكام من الكتاب والسنة، مما يدل على تمكن كبير في ذلك الشأن، وكان علماء منطقته يشهدون له بذلك، وهذا ما سجله الشاعر الشعبي خطري ولد اجيرب حيث يقول في طلعته الشهيرة:
حُكم احكمت في البداية من دون الأطفال اصكار
مخلاه ال من الآية مصحح ما فيه اخصار
وقد شهدت هذه المحظرة ازدهارا متميزا نحوا من ثلاثين سنة، وكانت تدرس فيها غالبية الفنون التي في المحاظر يومئذ، وكانت تقع بمنطقة لكليبات وهي هضبات صغيرة غربي عاصمة بلدية لحصيره شمالا نحو ثماني كيلو متر وهي التي يخاطبها لمرابط السالم في مرثيته له بقوله:
إن كان جيدك أمسى عاطلا فلكم قد زانه الحلي بالسبع القراءات
وكم هدى إليك في الليل من بعد أصوات درس مجابات بأصوات
وقد توفي رحمه الله بين الظهرين يوم السبت الواحد والعشرين من شهر ذي القعدة عام اثنين وسبعين وثلاثمائة وألف هجرية وصلى عليه لمرابط الحاج ولد فحفو أطال الله بقاءه، ودفن في مقبرة إشكوك وكانت سبب وفاته لدغة من حية سامة فرحمة الله على محمد المصطفى ولد ديه.
وأما الآخذون عنه فهم خلائق كثر وممن أخذ عنه من الأعيان اشريف محمد أحيد الطاهر ولمرابط السالم الابياري، والشيخ محمد يحي بن الشيخ الحسين الجكني، ومحمد ولد اشريف السباعي دميسي، ولمرابط محمد محمود ولد داهي الجكني، والشيخ محمد محمود ولد النين العلوي، وسيدي عبد الله بن محمد المختار بن السالك من قبيلة إديشل ومحمد محمود ولد أحمد زيدان الجكني، وكذلك سيدي ولد أحمد مولود الجكني، والزاكي ولد اعل خي اللمتوني ومحفوظ ولد بيه البوصادي وسيدينا ولد اباه، ومحمد المختار بن محمد المصطفى ولد اداه، وساليمو ولد ابيبه، وهؤلاء الثلاثة من أبناء عمومته.

منقول من : منتديات لعصابه إنفو الثقافية
على الرابط التالي :
http://www.assaba.info/viewtopic.php?f=7&t=2000