عن التوظيف في سفاراتنا في الخارج
من الملاحظ ان أغلب سفاراتنا في الخارج تفضل التعاقد مع العمال الأجانب و تقدّمهم على المواطنين ، وهو أمر غريب و يصعب تبريره .
فعلى سبيل المثال في إسبانيا تعيش جالية موريتانية تُعدُّ بالآلاف، من بينها حملة شهادات و عمّال مهرة في مختلف التخصصات بما فيها الحراسة و النظافة و غير ذلك من مجالات ، ويعاني كثير منهم من البطالة، و رغم هذا فإن سفارتنا توظف عمالا أجانب.
و حينما يتم توظيف موريتاني فإنه لا يخرج عن المحيط العائلي للسفير، و في هذا الإطار يتحدث البعض عن أشخاص يتقاضون رواتب من ميزانية السفارة منذ سنوات دون ان يؤدوا اي عمل مقابل ذلك ولا يحضرون حتى لمقر السفارة.
و على سبيل المثال لا الحصر يُذكر ان مواطنا موريتانيا يقيم في هذه البلاد منذ اكثر من عشر سنوات و يتمتع بخبرة عملية طويلة قد تقدّم بطلب للعمل في السفارة في وظيفة بسيطة يملك المؤهلات الكافية للقيام بها ورغم الكثير من الوعود لا يزال ينتظر منذ 2013 ، فيما تمّ توظيف عامل آخر بطريقة غير شفافة.
وقد عانت السفارة في مدريد من حالة فوضى في الفترة الماضية و استغل بعض الموظفين ما يظهر من ضعف قبضة السفير السابق ليفرضوا قوانينهم الخاصة و يمارسوا الابتزاز ضد بقية الموظفين بعيدا عن الأعراف و العادات الموريتانية الأصيلة ، فهل سينجح السفير الجديد في إعادة الأمور إلى نصابها و إلزام جميع الموظفين بالإذعان للقانون و الالتزام بالصلاحيات المحددة ؟ ذلك ما ستجيب عليه الأيام