قَوْله تعالى : { وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَن } يَقُول تَعَالَى ذِكْره لِنَبِيِّهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَقُلْ يَا مُحَمَّد لِعِبَادِي يَقُلْ بَعْضهمْ لِبَعْضٍ الَّتِي هِيَ أَحْسَن مِنْ الْمُجَاوَرَة وَالْمُخَاطَبَة . كَمَا حَدَّثَنَا خَلَّاد بْن أَسْلَمَ , قَالَ : ثنا النَّضْر , قَالَ : أَخْبَرَنَا الْمُبَارَك , عَنْ الْحَسَن فِي هَذِهِ الْآيَة { وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَن } قَالَ : الَّتِي هِيَ أَحْسَن , لَا يَقُول لَهُ مِثْل قَوْله يَقُول لَهُ : يَرْحَمك اللَّه يَغْفِر اللَّه لَك . وَقَوْله : { وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَن } يَقُول تَعَالَى ذِكْره لِنَبِيِّهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَقُلْ يَا مُحَمَّد لِعِبَادِي يَقُلْ بَعْضهمْ لِبَعْضٍ الَّتِي هِيَ أَحْسَن مِنْ الْمُجَاوَرَة وَالْمُخَاطَبَة . كَمَا حَدَّثَنَا خَلَّاد بْن أَسْلَمَ , قَالَ : ثنا النَّضْر , قَالَ : أَخْبَرَنَا الْمُبَارَك , عَنْ الْحَسَن فِي هَذِهِ الْآيَة { وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَن } قَالَ : الَّتِي هِيَ أَحْسَن , لَا يَقُول لَهُ مِثْل قَوْله يَقُول لَهُ : يَرْحَمك اللَّه يَغْفِر اللَّه لَك . ' وَقَوْله : { إِنَّ الشَّيْطَان يَنْزَع بَيْنهمْ } يَقُول : إِنَّ الشَّيْطَان يَسُوء مُحَاوَرَة بَعْضهمْ بَعْضًا يَنْزَغ بَيْنهمْ , يَقُول : يُفْسِد بَيْنهمْ , يُهَيِّج بَيْنهمْ الشَّرّ { إِنَّ الشَّيْطَان كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا } يَقُول : إِنَّ الشَّيْطَان كَانَ لِآدَم وَذُرِّيَّته عَدُوًّا , قَدْ أَبَانَ لَهُمْ عَدَاوَته بِمَا أَظْهَر لِآدَم مِنْ الْحَسَد , وَغُرُوره إِيَّاهُ حَتَّى أَخْرَجَهُ مِنْ الْجَنَّة .وَقَوْله : { إِنَّ الشَّيْطَان يَنْزَع بَيْنهمْ } يَقُول : إِنَّ الشَّيْطَان يَسُوء مُحَاوَرَة بَعْضهمْ بَعْضًا يَنْزَغ بَيْنهمْ , يَقُول : يُفْسِد بَيْنهمْ , يُهَيِّج بَيْنهمْ الشَّرّ { إِنَّ الشَّيْطَان كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا } يَقُول : إِنَّ الشَّيْطَان كَانَ لِآدَم وَذُرِّيَّته عَدُوًّا , قَدْ أَبَانَ لَهُمْ عَدَاوَته بِمَا أَظْهَر لِآدَم مِنْ الْحَسَد , وَغُرُوره إِيَّاهُ حَتَّى أَخْرَجَهُ مِنْ الْجَنَّة
تفسير الطبرى