العلماء الموريتانيون

نموذج من خط الشيخ محمد عبدالله ولد الصديق لمقدمة منظومة " كشف العمى والرين عن ناظري مصحف ذي النورين " لخاله العلامة محمد العاقب بن مايابى الجكني ؛ كتبها الشيخ 1970م

تتوزع منطقة لعصابة منطقتان رئيسيتان تفصل بينهما سلسلة من الهضاب, وهاتان المنطقتان هما: منطقة " ارگيبة " ومنطقة " آفطوط "تتكون منطقة ارگيبة في معظمها من السهول, وتضم مقاطعات: " كيفة, كنكوصة, بومديد " اضافة الي الجزء الاعظم من مقاطعة گرو , وتقع هذه المنطقة فيما بين سلسلة هضاب تكانت وهضبة لعصابه و" أفل " ووادي" كاراكورو" أما المنطقة الثانية فهي منطقة آفطوط الواقعة الي الغرب من الهضبة وتضم مقاطعة باركيول, وجزءا من مقاطعة گرو .وتتشكل في معظمها من الوديان والمصبات المائية, وتمتاز بخصوبة أراضيها الزراعية نظرا لتربتها الطينية القابلة للزراعة أكثر من غيرها .بين المنطقتين " ارگيبة و آفطوط " تتقل وتقيم الأحياء من تجكانت مابين گرو وانتاكات والحفرة واتويقيده و لبحير والغبره وبولحراث و باركيول ..
أحمد ولد محمد المختار ولد الصديق ولد أحمد مولود ولد الشيخ سيد الأمين بن الحبيب بن أبانَ أحمد من ارماظين الجكنيين أهل ارگيبه وهو رجل صالح عالم من أهل القرءان وكان قوي الحافظة يحفظ مختصر خليل ومنظومتي المنهج والتكميل فى قواعد الفقه وإضاءة الدجنة فى التوحيد وكان ميسورا تزوج بالفاضلة فاله بنت سيد أحمد ولد سيد عبد الله ولد مايابَى من أهل " أيَّ " من " إديشفْ " أبناء يوسف الجكنيين أهل آفطوط ، زرقا سنة 1927 بولد سُمي محمد عبد الله ، درس وهو صبي على عمة والدته فاله بنت سيد عبد الله ولد مايابَ فتعلم الحروف ولقنته بعض السور والأحاديث و السيرة وبعض الأشعار والأمثال وذلك لتنمية ملكة الحفظ وفى التاسعة من عمره حفظ القرءان الكريم ودرس الضبط و الرسم فى كتاب " المحتوى الجامع " للعالم الطالب عبد الله ولد محمد الأمين الجكني فى شهرين على أحمد فال ولد محمد نور الدين بن مايابَى ثم شرع فى إعادة القرءان حيث يكتب الطالب ثمنا أو ثمنين ثم يصحح ما كتب ضبطا وتجويدا على شيخه وهو مافعله على شيخه أعمر بن محم بوب الجكني والذى درس عليه منظومة " الدرر اللوامع فى مقرإ الإمام نافع " فأكملها وحفظها فأجازه الشيخ فى روايتي ورش وقالون وكانت دراسته التخصصة للقرءان على يد ثلاثة من أبناء مايابَى هم أحمد فال ولد محمد نور الدين ومحمد العاقب بن محمد سيد ومحمد فاضل بن محمد السالك فأتقن علوم القرءان وهو ابن ثلاثة عشره سنه ، ثم درس مظومة " عبيد ربه " فى النحو على محمد الكرامي بن سيد عبد الله بن مايابَى ثم بدأ ما يمكن تسميته التثقيف الذاتي فدرس النسفي و وزاد المسلم وشرح الزرقاني للموطإ الذى كان يحفظه تقريبا ودرس كتب السيرة والتاريخ وأنساب العرب وأيامهم والأدب والشعر
ثم درس خليل من أوله حتى باب النكاح على العلامة الشريف الجكني سيد جعفر بن ديدي الملقب " الصحة " ثم درس الأنكحة والبيوع على الشيخ محمد المصطفى ولد اعلمبطالب التنواجيوي الجكني ، ثم در باب السَّلَم وبعض الأبواب التى تليه على سيد المختار ولد محمد ولد عبدي المسومي ثم درس ربع الرهن على الشيخ محمد محمود ولد حَوْيَه الجكني ثم عاد لولد اعلمبطالب ودرس عليه الرهن والإجارة وبعض القواعد : " منظومتي المنهج والتكميل " ، ودرس الألفية مع طرة ابن بون دون الإحمرار و " الجوهر المكنون " فى البلاغة للأخضري و " مراقي السعود " فى أصول الفقه للعلامة سييد عبد الله ولد الحاج ابراهيم ثم رحل إلى العلامة ابراهيم ولد محمد الأمين اللمتوني الملقب " اباه " فدرس عليه بقية " مراقي السعود " و " السُّلم " فى المنطق مع " احمرار عبد السلام وطرته " و "نور الأقاح " فى البلاغة لسيد عبد الله بن الحاج ابراهيم ثم درس على الشيخ محمد محمود ولد أحمد الهادي اللمتوني الألفية والطرة والإحمرار ثم ارتحل ليدرس على العلامة اباه ولد يحظيه ولد عبد الودود الگناني الجكني والذي أجازه فى النحو ودرس عليه " لامية الأفعال " مع " احمرار الحسن ولد زين الگناني " ، ثم درس " الشاطبية " فى القراءات السبع و " الدرة " فى القراءات الثلاث وأجازه الشيخ ابراهيم ولد أمانة الله اللمتوني فى القراءات العشر مع إجازة منفردة فى فى رواية حفص ، وحضر فى انواكشوط دروس العلامة بداه ولد البوصيري التندغي فكتب له شهادة بمعرفة القرءان وعلومه والحديث وعلومه والسيرة والفقه والعربية نحوا وتصريفا ولغة وبلاغة ومعرفة الأدب منظومه ومنثوره كما أجازه فى جميع مسموعاته ومعلوماته .
فى سنة 1959 سافر لأداء فريضة الحج فأنطلق من مدينة كيفه مرورا بمالي وبوركينا فاسو " فولتا العليا " والنيجر ونيجريا واتشاد والسودان ثم جده ثم مكة المكرمة فالمدينة المنورة التى أقام بها ثمانين يوما حضر خلالها دروس العلامة محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الملقب " آب ولد اخطور " الذى أعاد عليه دروسا من " مراقي السعود " كان فى حاجة إلى دراستها ، ثم عاد قافلا إلى المنتبذ القصي ومر بالسودان و أقام بأم درمان فترة ثم عاد مع طريق الذهاب وأقام فى انواكشوط ، عين مدرسا فى إعدادية كيهيدي .
وفى سنة 1966 عين مدرسا فى المعهد الإسلامي فى " بوتلميت " وكان إذ ذاك فى عهده الذهبي كان يديره سيد أحمد الديين وكان نائب المدير القاضي هارون ولد الشيخ سيديا وكان طاقم التدريس يضم العلامة محمد عالي ولد عدود وابنه محمد يحيى والمحدث محمد ولد أبومدين والأستاذ أحمد ولد مولود ولد داداه والمراقب محمد حرمة الله بن الشخ محمد
درّس الشيخ فى المعهد مادة القران الكريم ومادة النحو والصرف ، و فى سنة 1971 – 1972 نقل لإنواكشوط بطلب منه وعين مدرسا للتربية الإسلامية فى إعدادية البنين ، فى سنة 1975 انتسب الشيخ إلى جامعة جامعة القرويين بمدينة فاس بالمغرب وحصل بعد ثلاث سنوات على شهادة الليسانس ثم سجل فى كلية الشريعة بجامعة الأزهر الشريف التى احتسبت له سنوات جامعة القرويين الثلات فسجل فى السنة الرابعة ليحصل بعد سنة على الباكالوريوس فى الشريعة .
فى سنة 1977 طلبت دولة الإمارات العربية المتحدة خمسة علماء من المنتبذ القصي للعمل فى القضاء والإفتاء بالإمارات فوقع إختيار الدولة على ثلاثة قضاة هم الشيخ بيه ولد السالك والشيخ أحمدنا ولد محمد مالك والشيخ محمد محمود ولد سيدينا والأستاذين الشيخ محمد عبد الله ولد الصديق والشيخ الشيباني ولد محمد أحمد فكانوا أول بعثة علمية تنتدب للعمل فى دولة الإمارات ، وصل الشيخ إلى الإمارات فى 26 / 12 / 1977 حيث التحق بالعمل فى دائرة القضاء الشرعي فى أبوظبي وكان يرئسها إذ ذاك الشيخ أحمد عبد العزيز المبارك ، عمل الشيخ فى مجال الإفتاء داخل المكتب وخارجه والتدريس فى المسجد والمنزل فى منطقة " المناصير " فى أبوظبي ، وعمل الشيخ عضوا فى لجنة الإمتحانات التى تختبر الأئمة والوعاظ والمؤذنين وعضوا فى لجنة إعداد خطب الجمعة وعضوا فى لجنة صندوق الزكاة وعضوا فى بعثة الحج الرسمية .
تزوج من سيدة من أهل الشريف أحمد الولي توفيت وله منها ابنة واحدة وتزوج السيدة كورية بنت محمد سالم ولد العتيق من اسماسيد من أهل بوتلميت وله منها أربع بنات وابنان .
مؤلفاته :
- المقتطف فى إعراب كلمات القرءان
- غرة الزمان شرح الدرة "غريبة الأوطان " قصيدة على القراءات الثلاث على نمط الشاطبية
- اتحاف الإخوان بروايتي قالون وحفص بن سليمان
- أحكام الجمل التى لها محل من الإعراب والتى لامحل لها من الإعراب
- منظومة فى حكم إرضاع الكبير
- منظومة تتعلق بحديث " إنما الأعمال بالنيات "
- الرسالة الربية فى بعض أحكام " رُبّ "
- فى الكلام على " لاسيما "
- فى الكلام على حلق اللحية
- الرسالة المنمقة فى ضبط النمرقة

بالإضافة إلى الكثير من الفتاوى والمنظومات المتفرقة معظمها فى المسائل الفقهيه .
نهاية 2006 استقال الشيخ وعاد إلى المنتبذ القصي ليتفرغ للتديس والعبادة .