( ضرب أخماسا لأسداس )
يجري هذا المثل على ألسنة كثير من الناس خطأً من وجهين :
1- في النطق فيقولون :" ضرب أخماسا في أسداس مستبدلين باللام حرف الفاء.
2- في المضرب : إذ يضربونه فيمن يعتريه الشك والحيرة ويكثر التفكير كما أنهم يزعمون أن كلمة ضرب معناها ضرب كما في الحساب يعني جُدّاء .
والحق أن ضرب هنا معناها أظهر وبيّن قال تعالى :" ضرب لكم مثلا "
والواجب ألا يضرب هذا المثل إلا فيمن يسعى في المكر والخديعة فيظهر شيئا ويريد غيره قال ابن الأعرابي :" العرب تقول لمن خاتل :ضرب أخماسا لأسداس،و أصل ذلك أن شيخا كان في إبله ومعه أولاده يرعونها قد طالت غربتهم عن أهلهم فقال لهم : ارعوا إبلكم ربعا فرعوا ربعا نحو طريق أهلهم فقالوا لو رعيناها خمسا فزادوا يوما قِبل أهلهم ثم قالوا :لو رعيناها سِدسا ، ففطن الشيخ لما يريدون فقال :" ما أنتم إلا ضرب أخماس لأسداس ، وما همتكم رعيها إنما همتكم أهلكم وأنشأ يقول :
وذلك ضرب أخماس أراه *** لأسداس عسى ألا تكونا
قال أبو عبيدة :" ضرب أخماس لأسداس ، يقال للذي يقدم أمرا يريد به غيره".
والرِّبْع والخِمس والسِّدس كلها إظماء للإبل أي إنها بعد رعيها ترد الماء في اليوم الرابع أو الخامس أو السادس.
قلت
فاحذر خداع الشيخ الكبير فقد يفطن إليك !!!!